الاحداث - شهد قسم الطوارئ في المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس حادثة اعتداء عنيف طالت طبيباً وعدداً من أفراد الطاقم التمريضي، بعد تعرّضهم للضرب من قبل أحد المرضى ومرافقيه، ما أسفر عن إصابة الطبيب بجروح، وعدد من الممرضين برضوض متفرقة أثناء محاولتهم التدخل وفض الإشكال.
وعلى إثر الحادثة، أُغلق قسم الطوارئ بشكل موقت، فيما حضرت قوة من الجيش اللبناني ومخابراته إلى المكان وبدأت تحقيقاتها لتحديد الملابسات والمسؤوليات. وفي تطور لاحق، أوقفت دورية من مخابرات الجيش الشخص المعتدي في محيط ساحة الدفتردار بطرابلس.
ووفق مصادر طبية، فإن الإشكال وقع بعدما طلب الفريق الطبي من ذوي أحد المرضى نقله من القسم بعد تحسنه، لكن النقاش تطور سريعاً إلى شجار واعتداء جسدي.
من جهتها، أصدرت إدارة المستشفى الإسلامي الخيري بياناً مفصلاً سردت فيه الوقائع كما حدثت، وجاء فيه:
بيان المستشفى الإسلامي الخيري – طرابلس
"تعرّض أحد أطباء الطوارئ في المستشفى الإسلامي الخيري لاعتداء جسدي عنيف أثناء تأدية واجبه الإنساني والمهني، وذلك من قبل أحد المرضى ومرافقيه، في حادثة مؤسفة تدل على استهتار فاضح بحياة الآخرين وكرامة الكادر الطبي.
وفي تفاصيل الحادثة، دخل المدعو “أ.ح” إلى قسم الطوارئ برفقة ستة شبّان، وتوجّه مباشرة إلى القاعة التي كانت تتواجد فيها سيدة تقوم بإرضاع طفلها المريض، حيث لا يفصلها عن المكان سوى ستارة بسيطة. حرصاً على خصوصية المريضة، طلب موظفو القسم من المريض ومرافقيه التوجّه إلى الجناح الأيسر من القسم، إلا أن المرافقين أبدوا اعتراضهم، وبدأوا بتوجيه الشتائم والإهانات للعاملين.
ورغم التهجم اللفظي، قام الطاقم الطبي باستقبال المريض، وفحصه، وتقديم العلاج اللازم له، إذ كان يعاني من غثيان وألم ناجم عن غازات في البطن. وبعد تحسن حالته، تزامن وجوده مع وصول طفلة في حالة طارئة تعاني من نزيف في المعدة، ما استدعى تدخلاً سريعاً، خاصة وأن جميع الأسرّة كانت مشغولة.

وأمام ضرورة إنقاذ الطفلة، طلب طبيب الطوارئ من المريض “أ.ح” إخلاء السرير موقتًا والجلوس على كرسي لإتاحة المجال للحالة الطارئة. الأمر الذي أثار غضب المريض ومرافقيه، فانهالوا على الطبيب ضرباً مبرحاً بالأيدي والأرجل، بعد أن أسقطوه أرضاً، وانهالوا عليه بالضرب على وجهه ورأسه وصدره، في مشهد عنيف وصادم، غير آبهين بالحالة الحرجة للطفلة أو بالفريق الطبي.
إن إدارة المستشفى الإسلامي الخيري، بكامل طاقمها من أطباء وممرضين وموظفين، تستنكر هذا الاعتداء الهمجي، وتطالب الجهات الأمنية والقضائية المختصة بالتحرك العاجل لمحاسبة المعتدين وإنزال العقوبات الرادعة بحقهم، صوناً لكرامة الجسم الطبي، وحفاظاً على رسالة المستشفى في خدمة المرضى بكرامة وأمان".
في سياق متصل، تابع وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين تفاصيل الحادثة، حيث أجرى اتصالاً بالطبيب المعتدى عليه للاطمئنان إلى حاله الصحية، وتواصل مع إدارة المستشفى ونقيب الأطباء في الشمال الدكتور إبراهيم مقدسي. كما أجرى اتصالاً بوزير الداخلية العميد أحمد الحجار، طالبًا منه تعقّب المتورطين وإجراء المقتضى القانوني.
وأكد الوزير ناصر الدين أن "أمن المستشفيات والطواقم الطبية والتمريضية خط أحمر"، مشددًا على أن "كل من يتجاوز هذا الخط يجب أن يلقى أقصى العقوبات، مهما كانت التبريرات والظروف".
بدوره، استنكر نقيب أطباء طرابلس والشمال الدكتور إبراهيم مقدسي ما وصفه بـ"الاعتداء الوحشي" على الطبيب محمد خضر وقال: "أقدمت مجموعة من الرعاع والهمج على الاعتداء على طبيب الطوارئ الدكتور محمد خضر أثناء عمله في ثاني أيام عيد الأضحى، داخل المستشفى الإسلامي في طرابلس".
أضاف: "أمام هذه الاعتداءات المتكررة على الجسم الطبي، وخصوصاً في أقسام الطوارئ، يجب على الأجهزة الأمنية والقضائية التدخل الفوري والعاجل، وليس الاكتفاء بالإستنكار أو تبرير هذه الأفعال بوضعها ضمن الاضطرابات النفسية، في محاولة رخيصة لتخفيف وطأة السلوك الإجرامي".
كما نشر النقيب أربع صور للطبيب المعتدى عليه موثقاً آثار الضرب التي طالت وجهه وجسده.